لندن — خفض بنك إنجلترا يوم الخميس سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى منذ أربعة أشهر وسط دلائل على أن التضخم المرتفع العنيد الذي ابتلي به المستهلكون والشركات البريطانية بدأ في التراجع.
وصوت صناع السياسات في البنك المركزي البريطاني بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 لصالح خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 3.75% يوم الخميس، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2023.
وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان مكتب الإحصاءات الوطنية أن تضخم أسعار المستهلكين تباطأ إلى 3.2٪ في الأشهر الـ 12 حتى نوفمبر، من 3.6٪ في الشهر السابق.
وكان هذا الرقم أقل من توقعات بنك إنجلترا البالغة 3.4%. وأتاح ذلك لصناع القرار المجال لخفض أسعار الفائدة في محاولة لدعم الاقتصاد البريطاني الراكد. وأظهرت الإحصائيات الصادرة في وقت سابق من هذا الأسبوع ضعف سوق الوظائف، مع انخفاض عدد الوظائف الشاغرة وارتفاع معدل البطالة إلى 5.1%، وهو أعلى مستوى منذ يناير 2021.
ورغم ذلك، انقسمت لجنة السياسة النقدية بالبنك حول ما إذا كان ينبغي خفض أسعار الفائدة، مع بقاء أربعة أعضاء يركزون على مكافحة التضخم، الذي لا يزال أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2%.
كما ترتفع أسعار المستهلك البريطاني بشكل أسرع من أجزاء أخرى من أوروبا وأمريكا الشمالية. وظل معدل التضخم في الدول الأوروبية العشرين التي تستخدم عملة اليورو عند 2.1% في نوفمبر. بلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة 3.0% في سبتمبر، وهي أحدث الأرقام الصادرة بسبب إغلاق الحكومة.
تساعد أسعار الفائدة المنخفضة على تحفيز النمو الاقتصادي عن طريق خفض تكاليف الاقتراض، مما قد يؤدي إلى زيادة الإنفاق من قبل المستهلكين وتعزيز الاستثمار من قبل الشركات. ولكن هذا يمكن أن يؤدي أيضا إلى ارتفاع الأسعار.
ويتعين على محافظي البنوك المركزية أن يزنوا تلك القوى المتنافسة، في محاولة لمنع التضخم من تآكل قيمة الأرباح والمدخرات دون فرض قيود غير ضرورية على النمو الاقتصادي.




