كان هذا التحذير موجهًا للبرلمانيين البريطانيين بالطبع، لكن جهاز MI5 والحكومة يحاولون أيضًا إرسال إشارة إلى الصين.
نحن نعرف ما تفعلونه، وعلى حد تعبير الوزراء اليوم “لن نقف مكتوفي الأيدي”.
ولكن في أعقاب انهيار قضية التجسس الصينية وفي الشهر الماضي، أرادت الأجهزة الأمنية أيضاً إعادة ترسيخ شعور الردع الذي تضرر بشدة.
الأحدث في السياسة: الصين ترد على تحذير MI5 للتجسس على النواب
تلك القضية ضد رجلين بريطانيين متهمين بالتجسس لصالح بكين انهارت لأن المسؤولين لن يستخدموا عبارة “العدو” أو “تهديد الأمن القومي” للوصف الصين.
وعكس هذا الفشل إحساسا بالضعف في مواجهة جهود التجسس الصينية، وهو أمر تحرص الحكومة على تبديده.
ويصر المسؤولون الأمنيون على أن هذه الجهود لا تزال مستمرة وخطيرة.
لقد سعت الصين دائمًا بقوة للحصول على الأسرار الرسمية والتجارية للدول الغربية.
وتعتبر تلك المهمة واجباً وطنياً، وجزءاً أساسياً من مشروع وطني للحاق بالغرب ومن ثم تجاوزه.
وعلى حد تعبير وزير الأمن البريطاني دان جارفيس يوم الثلاثاء، فإن الصين تسعى إلى “التدخل في شؤوننا السيادية لصالح مصالحها الخاصة”.
اقرأ المزيد:
وحذر برلمانيون من محاولات تجسس من عملاء الصين
والواقع أن قدراً كبيراً من التقدم التكنولوجي والاقتصادي الذي حققته الصين كان، حتى وقت قريب، مبنياً على الملكية الفكرية المسروقة من الدول المنافسة.
ويشتهر قطاعها الخاص بسرقة المعرفة الغربية وعكس هندستها، أو سرقتها من شركاء المشاريع المشتركة أو من خلال التجسس التجاري.
👉 انقر هنا للاستماع إلى الخلل الانتخابي على تطبيق البودكاست الخاص بك 👈
وتقول وكالات الاستخبارات إن الصينيين جمعوا أيضًا كميات هائلة من البيانات الشخصية منا جميعًا من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل TikTok وطرق أخرى، وقاموا بجمعها بكميات كبيرة في الوقت الحالي، لغربلتها وحصدها لاحقًا.
رسميا، تنفي الحكومة الصينية كل هذه الاتهامات. ولا بد من القول إن الجواسيس الغربيين يعملون بجد أيضًا للتطفل على الصين.
لكن المنتقدين يقولون إن الدول الغربية كانت ساذجة وتثق أكثر من اللازم بالتهديد الصيني.
وفي حين لا تزال الحكومة البريطانية غير متأكدة مما إذا كان عليها تعريف الصين كعدو أو مجرد منافس تجاري، إلا أن التناقض لا يزال قائما، والذي ستواصل بكين بذل قصارى جهدها لاستغلاله.


